حينما دبّت أرواحهم في أحلامهم

سيد قطب ومالك بن نبي وعبد الرحمن الكواكبي وقبلهم زمانا لا مكانة أرسطو وأفلاطون وروسّو وغيرهم من الداعين للحياة الإنسانية

الشهداء وأخص شهداء الثورات لا شهداء الحروب

لماذا تظل أرواحهم تحلق في سماء أذهاننا قبل مجتمعاتنا إلى الآن ؟

هل خلّدوا كما خلّد إبليس ؟

أم أنهم يسحروننا كما كان سحرة فرعون يسحرونه ؟

تأملت كثيرا آملا أن أصل للسر في بقاء أرواهم بيننا وغياب أجسادهم

وقبل أن أتأمل هذا ’ تأمّلت لم قرر الإنسان محمد صلى الله عليه وسلم أن يذهب لجوار ربه عندما خير بين البقاء في الدنيا أو الذهب ؟ لم ملأته الراحة حينها ؟

وسرحت بخيالي بعيدا , لأرى أنّ هناك أرواح التصقت بأحلام أصحابها

فرأيت سيد قطب يخيّر بين القتل وبين الحياة الدنيوية , فيرى أنه إن عاش مئات السنين فلن يستطيع إيصال فكرته كما ستفعل دماؤه , فدماؤه كفيلةّ بإيصال فكرته .

وأرى روسّو يحلم بأن يرى مجتمعا يقدسّ الحرية على الاستقرار , ويموت ويبقى حلمه

وقبلها رأيت الإنسان محمد صلى الله عليه وسلم قد اطمأن أن حلمه سيتحقق وأن رسالته ستصل إلى الإنسانية لأنها مرتبطة بالإنسانية ارتباطها بروحه 

وأرى شهداء الثورات تموت أجسادهم وتبقى أرواحهم ملتصقة بأحلامهم التي هي أحلامنا !

هلا أدركتم السرّ ؟

الحلم

الحلم وكما قالت خديجة بنت قنة هو ثورة الباطن على الظاهر

إذن هو انفجار الباطن على الواقع الظاهري

 لكن ماهو الباطن ؟ هل هو الباطن الشخصي أم باطن المجتمع ؟ وهل يقصد بالظاهر هو قدرتنا على الحلم أم العوائق المجتمعية ؟ دعنا من استخدام المنهج الفلسفي في فهم الجملة

السرّ يكمن في التصاق الروح بحلم صاحبه , فأينما يذهب الحلم ترافقه الروح تدبّ فيه الحياة 

نحن كـ أشخاص . ميتون لامحالة

 , لكنّنا إن متنا متخلّين عن أحلامنا , فستذبل أحلامنا .. لأننّا بخلنا بأرواحنا عليها , وعندها ستذهب أرواحنا إلى بارئها ليقرر أين ستعيش

وإنّنا إن نقاتل بأحلامنا من أجل أحلامنا , فسنموت أيضا

 لكنّنا سنموت أجسادا لا أرواح , لأنّ أرواحنا ستظلّ ملتصقة بأحلامنا أينما ذهب ومتى ذهبت تدبّ فيها الروح حتى تتحقق 

لذا ; اجعلوا أرواحكم تسمو لمرافقة أحلامكم واربطوا أحلامكم برفعة أوطانكم حتّى إذا طلبت منكم أرواحكم يكون الثمن غاليا وتعطوها إياها غير مترددين

اربطوا أحلامكم بالإنسانية , حتّى يعمل على تحقيقها كلّ إنسان لا كلّ مسلم أو كلّ كافر 

 اربطوا أحلامكم بالسماء , حتّى إذا رافقتها أرواحكم لأزمنة بعيدة , تعود إليكم مرفرة على أجنحة أحلامكم 

وأخيرا :: إن وجدتم الكلمات مزدحمة غير متبلورة فذلك لأنّها جات على بالي وانا في الشارع والزحمة :D

دامت أحلامكم ذات روح ~ :-)