ثرنا من أجل الحرّية . لا من أجل الدين #25Jan

 قولتها منذ أن تنحى مبارك . وبدأت أصوات بعض الإسلاميين يعلو بالإسلام .

قولتها صريحة . اللـ حيقول حكم إسلامي فـ الوقت ده . حيسقط من نظري .

الوقت لم يكن ممكنا أبدا للتحدث عن الإسلام أو عن أي ديانات أو اتجاهات أو انتماءات . فقط تحدث عن الوطن .

شعور سخيف . حينما تكون أنت من الأقليات سواء اللإنتمائية أو الدينية . وتكون قد شاركت في الثورة قلبا وقالبا وطلع سفئينك فـ الميدان 

ووكنت تعارض النظام منذ أن ترعرعت ؛ وبعد نجاح الثورة . يخرج رجل ذو لحية كبيرة كان يحرّم الثورة ويحرم الخروج ع الحاكم ويحرّم 

المبيت في الميدان . يخرج ويقول حكم إسلامي وقد سقط الطاغية وآن للإسلام أن يحكم وغيره يقول معركتنا الحقيقية ستكون في غزة 

الصناديق وسندافع بأرواحنا عن المادة الثانية ووووو . ياروح امك .

أنا إلى وقتنا هذا . أرفض الحديث في الحكم الإسلامي أو ذكر كلمة إسلام . ولقد ثورنا وثار المصريون جميعا من أجل الحريّة . لا من 

أجل الدين . حتى الإسلاميون أنفسهم لم يثوروا من أجل الدين بل كان منهم من يحرم الثورة أساسا . والجناح الإسلامي الذي ثار ثار من 

أجل وطنه ومن أجل حريته لا من أجل دينه . قد يشمئز البعض من كلامي لكن اسأل نفسك . ماذا كانت نيتك حين نزلت إلى ميدان 

التحرير .. ؟ هل نزلت إلى الميدان كي تطالب بالحكم الإسلامي وتتحدث عنه .. أم نزلت إليه كي تحرر وطنك من الظلم والفساد .. ؟؟

صبحى صالح: إيه المشكلة لما نقول حكم إسلامى؟ واللى عنده حساسية من «القرآن» يعلنها صراحة 

حينما قرأت هذا التصريح . انتابني شعور سخيف . عذرا يادكتور لقد ثورنا من أجل الثلاث مطالب المعروفة " مساواة . حرّية . عدالى إجتماعية " وسالت دماء شبابنا من أجل هذه المطالب . لا من أجل أن تقول لنا " واللـ عنده حساسية من القرآن يعلنها صراحة " إذا كنت تنتمي إلى جماعة ديموقراطية كما يدعون . فالديموقراطية تفرض عليك احترام الأقليّات وألا تطغى عليهم .

 والإسلام كي تطبق حدوده وتحكم شريعته . فلابد من تهيئة المناخ المناسب لذلك دون التصريح بالكلام . حتى تأمن النفوس الخآئفة من الحكم الإسلامي وتطمئن . وفر الشروط اللازمة لكلامك ومتطلباتك ثم نفذها إن أراد الشعب ذلك إن كنت تؤمن حقا بإرادة الشعب . لاتأتي على نفوس متخوفة من الإسلام وتقول لهم حكم إسلامي وتطبيق حدود !! أنت بذلك تزيد حساسيتهم تجاه الإسلام ولا تخفف منها . 

النبي صلى الله عليه وسلّم عندما أتى إلى المدينة كان أول مافعله هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار ثم بنى مسجدا وبدأ في طرح تعآليم الإسلام . صفّى النفوس أولا وهيأ المناخ المناسب لذلك . لم يأت على أهل المدينة عنوة وقال لهم الإسلام الإسلام . بل لم يذهب إليهم بعد عقد بيعتين أولى وثانية تقرّب من أنصاره وفهمهم الإسلام وشرط عليهم حمايته بعد أن فتح باب الحب والمودة بينه وبينهم . هيأ البيئة . ثم انتشر 

كانت إحدى عوامل كتابتي لهذه التدوينة هي بعض التغريدات التي دونتها ع تويتر وع فيس بوك من هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا  

وأخيرآ وع ازدياد الشعور الرافض ذكرت أنني سأذكر جميع اعراضاتي في تدوينة من هنا   .. وأكثر مايغيظني هو وجود بعض الأشخاص الذين يبنون قرارات على الشخص أو على أفكاره دون مناقشته فيها أو دون استفسارهم عنها . فحبذت كتابة تدوينة كي أعرض فيها أفكار وأرحب بالنقاش فيها .

دار حوار بين الزميلين عبدالرحمن ونيفين على إحدى التغريدات التي دونتها وقولت ( " مساواة . حرّية . عدالة إجتماعية "  

ماجيش أقول الإسلام هو اللـ حيضمنلنا ده .والناس أساسا عندها حساسية وشروط التطبيق مش متوفرّة. أطبقهم الأول . وبعد كدة أقول هو دا الإسلام ) ويمكنك أن تطلع على الحوار من هنا 

وكان أبرز ماجاء في الحوار :-

" فنحن لا نعبش وفق اهواء شخصيه ونؤمن اننا جميعا مردون الى الله تعالى - صاحب الدين - والذى حملنا امانة دينه وسنحاسب عليه فلا مجال لتنحيته فى اى مجال "

" ثالثا: الأختلافات اللي بين اتباع الديانه الواحده في التفسير و درجات الالتزام زى ما قلت لحضرتك. يعنى كتير بنلاقي اختلافات تصل الي تضارب في الآراء. لو بصينا للاخوان و دى مجرد جماعه واحده مش بتمثل الأسلام كله لكن هتلاقي بداخلها التضارب ما بين اللي بيقول الديموقراطيه حرام و مفيش حاجه اسمها مساواه لأنه مايصحش مسيحي او امرأه يتولوا اى منصب رئاسي .... و بين اللي بيقول نفتح الابواب و المسيحي يبقي رئيس دوله و الديموقراطيه جميله جدا.

اذا كان ده حال جماعه واحده فما بالك لو جينا نتكلم في الحدود مثلا؟
من سنتين او اكتر مش فاكره بالظبط كان في مؤتمر عُقد في مصر لمناقشة حد الرده. و انتهى المؤتمر على ان العلماء اللي حضروا و ناقشوا الموضوع معرفوش يتفقوا!!! "

الحقيقة أنا لم أكن أطرح فكرة حوار الأديان أو تدخل الدين في السياسة من عدمه فقط كنت أعترض على ذكر الدين في هذا الوقت دون تهيئة البيئة اللازمة لذلك ..

وبالنسبة لقيود الدميوقراطية فقد دار علها هذا الحوار 

أمس كنت جالسا مع أحد الشباب اليساريين وجت سيرة السلف والإخوان والتيارات والحكم .. إلخ . وذكرت له اعتراضي على كلام جماعة السلف وغيرهم عن الحكم الإسلامي .

فقال لي إن دول عيال غلابة لس جداد وبيتعلموا واحنا مبسوطين منهم جدا لأنّهم حيقضوا ع الحركة السلفية والحركة الإسلامية عموما . فرديت عليه " بغبائهم .

وقال إن الشاب دول حيقدمولنا العلمانية ع طق من دهب . فقولتله : دا بعدكم .. وذكرت له أنني لست ضد أن العلمانيين يأخذوا فرصتهم . وهذا ليقين الكامل أن الحكم الإسلامي قادم قادم . فلم القلق .. ؟ !!

بالمناسبة أنا من بداية اعتراضاتي وإلى وقت ذلك النقاش . لم أناقش أحد ولم أجلس مع شباب من اتجاهات أخرى . علشان بس ماحدش يقول إن حد لعبلك فـ دماغك :) .

أنا كنت مجهز كلام غير ده . لكن أما الأصابع بتقع ع الكيبورد الأفكار والكلام بيتخلبط .. فاقبلوا التدوينة زي ماهي متلخبطة :D .

وأخيرا وبعد أن أقول " نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام "

أقول : ثورنا من أجل الحرّية . لا من أجل الدين 

دمتم ثوار :)